الأربعاء 29 سبتمبر 2021
في كتابه "أعوام نجيب محفوظ.. البدايات والنهايات"، يتناول الكاتب محمد شعير مفهوم الكتابة عند نجيب محفوظ، يقول:
«من المفاهيم التي طالها التغير بين بدايات نجيب محفوظ ونهاياته مفهومه عن الكتابة. إذ كثيرًا ما يطرح سؤال الكتابة، ومفهومها على المبدعين، ودائما ما تتعدد الإجابات دون أن يقدم أحد إجابة نهائية أو تعريفًا حاسمًا وقاطعًا، بل أحيانًا تتنوع الإجابات عند الأديب الواحد. ومثل كثيرين، تعددت إجابات محفوظ على السؤال، فالكتابة "حياة لا مهنة" أحيانًا، وأشبه بـ "الغزيزة الجنسية" أحيانًا أخرى. والمبدع أو الأديب كـ"الشحاذ.. إنه يرفع يديه للسماء ويقول: يا رب" انتظارًا لفكرة يكتبها.
لكن بعيدًا عن حواراته الصحفية، فإن محفوظ يقدم إجابة عن السؤال في "الأصداء" عبر قناعه الروائي عبد ربه التائه، وربما يمكن اعتبارها إجابته النهائية.
الكتابة - بمعنى ما - هى نوع من الجذب الصوفي. والمبدع درويش مجذوب، من أهل البصيرة النافذة، وليٌ من أصحاب الكرامات، ومن أهل الخطوة، يرى من خلف الحُجب ما لا يراه الآخرون؛ ومن هنا يجب أن ينال حظوة الأولياء، فلا يناله بسببها عقاب. هذه هي الرؤية النهائية التي يقدمها محفوظ في أعماله المتأخرة، وتمثلها شخصية "التائه"».