الإثنين 9 أغسطس 2021
يقول د. أحمد خالد توفيق: "الناس تعشق أدب الرعب لتتطهر من مخاوفها الخاصة.. أن تعيش أفظع التجارب بشكل مقنن لتزداد ثقة في قدرتها على البقاء"
في هذا الموضوع نرشح لقارئ مدونة الشروق 7 من أحدث إصدارات أدب الرعب العالمي المترجم:
بعد سنوات قليلة من بزوغ اسم ستيفن كينج ليصير الاسم الأهم في أدب الرُّعب في العُقود الأخيرة، وبعدَ عامٍ واحد من صدور روايته الثالثة "البريق" –التي سبَق للمحروسة إصدارُ ترجمَتها العربية- صدرَت "ورديَّة الليل"؛ المجموعة القصصية الأولى في مسيرة ستيفن كينج، والتي ضمَّت عددًا كبيرًا من أشهر قصصه القصيرة التي تحوَّل كثيرٌ منها لأفلام سينمائية وتليفزيونية، منها قصة "أطفال الذرة"، التي تحوَّلت إلى واحدة من أشهر سلاسل أفلام الرعب الأمريكية.
خطواتٌ داخل حديقة سرية في منزل معزول كانت كافية لإيقاع آدم في دائرة من الشك والخوف، فما إن دلف إلى المكان حتى شعرَ بيدٍ صغيرةٍ تتمسك بيده، تتحرك وتتغير حالتها وكأن صاحبها الذي لا يتمكَّن من رؤيته يرغب في التفوه بشيء لكنه لا يستطيع.. !فيبدأ رحلته في التعرف على أسباب ذلك الحدث الغريب والشعور الذي ينتابه فورَ دخوله لهذا المكان وبعد شكوكٍ حول سلامة قواه العقلية، يتمكَّن من العثور على المفتاح الرئيسي للسِرِّ الغامض الذي عاشه مع أقرب الناس إليه، والذي كان قد اختفى أثره إلى الأبد حتى أعادته الأيام بإرادة كاملة منها.
تحرُّكات غريبة، وأحداث مرعبة من الدرجة الأولى يرصدها المحامي الشاب الذي قُدِّرَ لَه أن يعيش وسطَ أهوال بلدة معزولة حتى ينتهي من مهمَّته، ولكن سرعان ما تتفاقم الأمور لتخرج عن سيطرته في كل مرة يرى فيها شبح إمرأة في رداءٍ أسود.. وبعد تتبُّع حكايتها واكتشاف ما تسعى إليه، يفاجئ بأسباب تواجدها في كل مكان ويحكي كيف أثر في حياته إلى الأبد في حادث لن يُمحَى من ذكرياته أبدًا.ما السرُّ وراء شبح الرداء الأسود؟ وماذا فعلَ ”آرثر“ لينال عقابًا على شيءٍ لم يفعله؟ هذا ما سنتعرَّف عليه في القصة المرعبة التي تُروَى على مسامعنا في مناخٍ مُثيرٍ غامضٍ.. ومشوِّقٍ.
كل ما كان يحكى عن الأصوات المرعبة المنبعثة من مسكن القساوسة لم يكن صحيحًا، أو حتى قريبًا من الصحة، ففي داخل إحدى حجراته توجد مراهقة مقيدة، تثير الفزع والرعب في نفوس الحاضرين بما تعرفه عن أسرارهم.. فهل كان الشيطان يسكنها حقًا، أم هي بريئة والشيطان واحد ممن يدعون مساعدتها؟
بذور الشر تنتقل وتسري في دماء الآباء والأحفاد، "رودا" الطفلة المثيرة للتساؤلات والمحاطة بالغموض تنتقل مع والدتها لمسكن جديد وتنجح في كسب صداقات كل جيرانها.. تلاحظ الأم الكوارث الغريبة التي تلتصق بابنتها حيثما ذهبت، وتعتبرها مصادفات وحسب.. ولكن لم يخطر ببالها ان سلوك ابنتها المرعب ناتج عن بذرة الشر الخبيثة التي نبتت بداخلها وكشفت لها عن سر مريع.
ذهبت مع خادمتها إلى الغابة، إلى أرض لم تطئها أقدام من قبل، تبقى الخادمة لتُراقب الوضع، وترقد هي تحت الأشجار وتُغني أغنية مُعينة وتَمُد ذراعيها، وتأتي أفاعٍ كبيرة من كل نواحي الغابة، يفحون وينزلقون داخلين وخارجين من بين الأشجار، يخرجون ألسنتهم المشقوقة وهم يزحفون على جسدها، فيتجمعون عندها ويلتوون حول جسدها وذراعيها وعُنقها إلى أن يغطوها تمامًا ولا يبقى سوى رأسها ظاهرًا...
لم يكن لافكرافت عملاقًا بكتابة القصص والروايات فحسب، بل نراه هنا قارئًا شغوفًا وباحثًا بتاريخ الأدب، إذ يحلل لافكرافت أدب الرعب الماورائي، ويستعرض تطوره منذ بداياته وجذوره الراسخة بالتراث الشعبي، وصولًا للرواية القوطية، وما بعدها من فترات ومدارس استمر بها هذا التطور، مع أمثلة لكل فترة بأشهر رواياتها ومؤلفيها.