تعد “من الأعماق” توثيقا أدبيا لرحلة أوسكار وايلد الروحية في سنوات سجنه التي غيرت اعتقاداته السابقة حول الجبال والتحرر، ليعي من خلالها أن “السطحية هي الرذيلة الأكبر”.
كانت تبعات الاتهام الذي أدى لسجنه تلاحقه على المستويين الشخصي والأدبي، دخل أوسكار وايلد السجن تحاصره ضحكات الساخرين والشامتين وجميع من تتمنى له السقوط والفشل. حتى أدبه الذي بلغ صيته أعلى المستويات آنذاك، والمسرحيات التي كانت تعرض لسنوات طويلة، توقفت جميعها وحظر إعادة تمثيلها على المسارح الوطنية، وأصبحت الكتب التي تحمل اسمه ممنوعة من التداول. ومع أن كل هذه التبعات كانت قاسية وشديدة الوطأة عليه، ومدمرة لمركزه وحياته، إلا أن وایلد يرجع سبب معاناته وأله الرئيسي إلى خذلان صديقه له ونسيانه جميع ما قدمه إليه من محبة وصدير وإخلاص.
هذه الرسائل حصاد المعاناة والحسرة التي قضى بها أوسكار وايلد أيامه في السجن التي تجرعها وحيدا ومخذولا دون أن تتاح له فرصة رواية قصته من منظوره الخاص، رسائل أرسلت إلى العالم قبل أن تصل إلى “ألفريد دوجلاس”، تتضح فيها طبيعة العلاقة التي جمعتهما وأثرها على حياة وايلد وفنه، وما آلت إليه من خسارة وخذلان، وكأنه كان يكتب ليكون هنا، ليكون حرا، ليحلق ولو قليلا رغم الجرح الذي يطوق جناحيه.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789922623016
-
السلسلة
-
سنة النشر
2019
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
230
-
-
-