تنطوي الحضارة المصرية على مجموعة خصوصيات نادرة منها انها واحدة من حضارتين اصيلتين لا سابق لهما (السومرية والمصرية)، ومنها انها المصهر الحضاري لتراث ما قبل تاريخي ثم تاريخي ظل ينفذ منها واليها من ثلاث قارات عملاقة هي افريقيا وآسيا وأوربا، وهي بعد ان قامت بتصنيعه وفق مزاجها الفريد، ونتج عنه هذا التركيب الخاص، الذي حمل اسمها ولونها ورائحتها وشخصيتها اصبح منطقة اشعاع كبرى قل نظيرها، تسرب الى العالم كله وجعله يضاء بنورها، والاهم من ذلك تلك القدرة الفريدة للحضارة المصرية على التوازن الاخلاقي وضبط الايقاع المشترك بين كفتي الميزان الحضارة الدنيوية والدينية وجعل هذا التوازن سبباً في انسجام فريد بين هذين العالمين. الحضارة المصرية شاسعة في مظاهرها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية والعلمية والفنية، ولا نبالغ اذا قلنا بأن هذا الكتاب مرّ على هذه المظاهر بالتفاصيل الدقيقة كمعلومات وحللها وأفصح عن مكنونها الداخلي العميق، مثلما كشف الانسجام بين هذه المظاهر عبر اكثر من مائة تفصيلة صغيرة، ولا حق الآثار الدالة عليها ولم يتطرف في تأويلها لكي يثبت ان قوتها في واقعيتها وفي الغلالة الروحية التي تحيط بها وتنفذ الى اعماقها.
اعتمد هذا الكتاب عل علم الآثار بالدرجة الأولى وتقصّي ما أنجزه علم المصريات خلال قرنين من الزمن عبر كفاح فريد لأساطين هذا العلم وهم يجمعون شذرات الحضارة المصرية ويعيدون ترميم مشهدها الباذخ ويستنطقون روحها الكبرى التي ما زالت ترفرف حول هذا الكوكب.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789922623184
-
السلسلة
-
سنة النشر
2020
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
723
-
-
-