منذ الإطاحة بجماعة الإخوان من الحكم، تجلى ميزان آخر للقوى في مصر. فقط طفا إلى السطح مصطلح "الدولة العميقة" في الإشارة للأجهزة الأمنية والمؤسسات السيادية التي على ما يبدو أنها تمتلك مقاليد كل شيء في هذا الوطن، أو هكذا أشارت الشواهد. وما بيت التيارات الإسلامية التي فقدت صوابها وجن جنونها بعد إزاحة "مرسي" من الحكم، والدولة العميقة التي أظهرت مهارات استثنائية في تدبير هذه الإزاحة، تطرح التساؤلات نفسها حول مستقبل هذا الوطن، وشكل الصراعات والتفاهمات القادمة فيه. لا يمكن بالطبع اختزال مصر في "إسلاميين" و "دولة" ..ورئيس نفذ ما بين الكتلتين الحرجتين إلى سدة الحكم. غير أن دراسة سلوك الأطراف الثلاثة هي الضرورة التي فرضها الأمر الواقغ إذا ما أردنا فهم الدراما الجارية على المسرح المنصوب حولنا. هذا الكتاب سلسلة من القراءات والتحليلات للأحداث المصرية على مدار عامين، سعت لتوثيق سلوك وتغيرات الأطراف الثلاثة.