يعد كتاب "أن تعودي فلسطين" رحلة في الذات والوطن وبحثٌ عن الأصل والهوية تقوم بها كاتبة تشيلية هاجر أجدادها من فلسطين والشام سنة 1915 إلى "تشيلي" مع العديد من المهاجرين هربًا من تعسف الحكم العثماني وقتها.
رحلة مختلفة إلى فلسطين، الأرض المحتلة، كما أنها رحلة إلى داخل النفس تُقدم فيها الكاتبة تجربتها الشخصية والإنسانية حول القضية الفلسطينية بحثًا عن جذورها والإجابة عن الأسئلة التي طالما طرحتها أو طُرحت عليها حول أصولها الفلسطينية قبل أن تلبي دعوة طالما حاصرتها عن العودة إلى فلسطين. تُقدمْ لينا مرواني على العودة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر وما شاهدته من سوء فهم والتباس حول القضية الفلسطينية.
يحفل الكتاب بالأسئلة الشائكة والذكية حول أفكار: الأصل، الهوية، الوطن، الحدود، اللغة وغيرها من التفاصيل الدقيقة مما يُشكل ملامح الإنسان ويصبغ شخصيته كما يقدم جانبًا من سيرة الكاتبة باعتبارها أحد أبناء المهاجرين الأوائل. حكايات الأجداد تتضافر مع ذكريات الطفلة "لينا". جوقة من أصوات ولغات وهويات متداخلة ومشاهد من بلدان عدة ما بين نيويورك وفرنسا ومصر والمغرب وفلسطين وإسرائيل. تمضي لينا مرواني بسؤالها الكبير عن الهوية ولا تكف عن طرح الأسئلة حول نفسها وحول هويتها وحول فلسطين ليس فقط من الناحية التاريخية والسياسية ولكن أيضًا من الناحية النفسية والعلمية.
كتاب حافل بالتفاصيل الصغيرة والمشاهد اليومية البسيطة والمضفرة بالأسئلة الكبرى كنسيج واحد متعدد الألوان والمعاني.