أخذت أنظر إلى معالم البصرة البعيدة وإلى شط العرب وقد انعكست عليه أشعة الشمس الغاربة فأنارته ببريق الذهب.. ها قد اكتمل نضجى على هَامَة أمي النخلة وحان قِطَافي.. شعرت بالفخر وأنا أقوم بفكَّ شفرات ما احتوت عليه خلاياي وأنسجتي من جزيئات مياه دجله والفرات وتربة البصرة الكريمة.. شعرت بداخلي بنفحات أنبياء الله نوح وإبراهيم وإدريس ويونس وإلياس.. ومعجزات الخَضِر والعُزَير.. عدل حمورابي والحسن البصري.. حب مم وزين وشجاعة علي بن أبي طالب.. حكمة جلجامش وحِنْكة نبوخذنصَّر.. عظمة هارون الرشيد وبطولة جاسم أبو شكير..

اجتمع بقلبي عراقة العراق وآلامه.. وحب الفن والحق والخير.. وكُره الحروب والدمار وألاعيب السياسة والاتَّجار بالدين..

هذه رسالتي التي سأحملها إلى البشرية لعلهم يعقلون ولعلهم يتذكرون..