في عامي الخامس، سنة البكالوريوس بكلية الهندسة، انفجر رأس عمي دون مقدمات في أثناء اجتماعه برؤساء المراكز والمدن لمتابعة تطبيق التعريفة الجديدة. انتثرت شراذم دماغه ملوثة الوجوه والبدل. لم أذهب إلى امتحاناتي سنتها ولم أسجل في مشروعات التخرج. اعتكفت في غرفتي. في الجنازة، قابلت أبي وانهرت.

وفي العام السادس، بعدما لممت ما تبعثر مني لأجمعه، توفيت زوجة عمي في نومها في سلام وهدوء، وانعزلت.

في العام السابع، انفكت العقدة وتخرجت متأخرًا عن دفعتي بسنتين. سرقت فكرة مشروع تخرجي من قصة مغمورة قرأتها على الإنترنت: ماكيت تقع فيه قصة حب ثلاثي الأطراف، أبطالها ثلاث روبوتات.

شباب مسحولون بين الدراسة وعلاقات افتراضية معقدة وغامضة، وغسالة تسحب مستخدمها نحو الفراغ، وطالب هندسة يهرب من السأم بامتطاء زوحليقة الزمن على خلفية أغاني كانييه ويست، وطفل يتأقلم مع انهيار زواج والديه بألعاب الفيديو، وشاب تلهمه قصة حب فاشلة بافتتاح مشروع قومي ضخم يرمم العلاقات العاطفية التي خربتها التنشئة، وألعاب أخرى متنوعة تستكتشفها قصص حسين فوزي، التي تنطلق من حياة مواليد الألفية الثالثة Gen Z وتتلاقى فيها بخفة عوالم واقعية وافتراضية تنمحي بينهم الحدود.