سمعتها تنتحب، من الأعالي وأنا في طائرة تحلق لولبيًا فوق دجلة حين خروجي إلى متاهة العالم وأنا ألقي نظرة جزع على غابات النخيل الشاسعة وانحناءات دجلة، سمعت نحيبها الجارح مختلطًا بالموسيقا التي تُبث في الطائرة، سمعت نحيبها وأنا أتنقل بين المدن من شرقنا المسبيّ إلى الغرب المتماسك المحروس بصمغ القانون والحداثة، صمَّ النحيب مسمعي ولبث يتردد في رأسي ويضنيني.
ذات ليلة في فندق (عدن) الصغير في شارع (بلوميه) باريس 15 في غرفتي الحزينة، اكتشفت أنها ليست بلادي التي كانت تنتحب، ليست بغداد التي تبكي، كم أوهمتني غشاوة العاطفة، كان قلبي هو الذي ينشج وحيدًا ويتفطر ولكنه يقاوم ليُبقي نبضه حيًا.
توقفْ أيها القلب المنتحب واصمد – قلت له-، لا بديل لك، كل البلاد تقوم على التمييز وتبديد كرامة الإنسان بطرق معلنة أو ناعمة مموهة، سواء في البلد المحترق المسمى وطنًا أو في البلاد الأخرى، يهمس القلب منتفضًا في اعتراضه : تقولين الوطن؟
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789933676452
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
263
-
-
-