لماذا (الأنا)؟

لأنه أهم سؤال في حياتي.. ولأنني لم أدرك إلا الآن أنني لا أملك الإجابة عن أهم سؤال في حياتي.. من أنا؟

هل أنا أفكاري ومعتقداتي؟.. هل أنا تعليمي وشهاداتي؟..

هل أنا مهنتي وممتلكاتي؟.. هل أنا تاريخي الأسري ومكانتي الاجتماعية وعلاقاتي؟.. أم أنني لست أياً من هذا؟.

إنني هنا لا أتحدث ولا أكتب لأحاضر وأدرس وأعلم، ولكن لأبحث عن ذاتي، ف(الأنا) هي رحلتي (أنا) بحثاً عن ذاتي الحقيقية.. أعترف فيها بكل ما وجدت في رحلتي مع ذاتي من تناقضات وضعف وزيف وقصور وأخطاء.. بكل شفافية وصدق لكشف ألاعيب (الأنا) التي زيفت لي الحقائق لما فيها من كذب وغرور وكبرياء.

إنها رحلة مع الذات لن يقدرها إلا من بدأ يدرك أن عدوه الحقيقي هو (الأنا) التي فيه.

رحلة شاقة مؤلمة كاشفة لألاعيب (الأنا) في الإنسان. وعلى قدر شجاعتنا في الاعتراف بما في (الأنا) التي فينا من ضعف ونفاق، على قدر قربنا من ذواتنا الحقيقية واكتشاف أعظم حقيقة يمكن أن يكتشفها إنسان.

إنه أعظم كنز يحمله كل إنسان بين أضلعه.. نفخة الرحمن التي فيه والتي قال عنها الرحمن (ونفخت فيه من روحي).. عندها فقط يدرك الإنسان أن كل ما يسعى إلى تحقيقه في الحياة هو في داخله.. يحمله معه طوال حياته، وعندها يجد الحب الحقيقي غير المشروط، والسعادة المتحررة من التعلق بالأشياء والصور والأشكال، والسلام الذي لا يتبدل ولا يتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال.

إنه فرح الكينونة وإنها أفراح الروح..

إنها رحلتي ورحلتك ورحلتنا جميعًأ..

إنها سفينة نجاتي ونجاتك ونجاتنا جميعا.