"أتفوه بالحماقات بصورة متزايدة، وهو ما يجعلك تبتسم بالتأكيد، إلا أن ما أخشاه ليس الموت، وإنما ما قد يصيب شرف عائلتي بعد موتي. وإن أصابني مكروه في أي وقت، فإنني أظن أن الناس سيستغلون ذلك ليكشروا عن أنيابهم ويلاحقوا أوهى أخطائي، ويمزقوا سمعتي. سيان عندي أن يسخروا مني في حياتي، لكن ما يبدو لي غير محتمل هو فكرة أنهم قد يسخرون من أطفالي بعد موتي. إنني واثق أنك الوحيد الذي يمكنه أن يحميهم من ذلك، وأفوضك بهذا الأمر كلياً في المستقبل."
من رسائل ميشيما الأخيرة
لم يخفِ كاوباتا تحفظاته المتعلقة بالانتحار ": مهما كانت حالة الاغتراب التي يبلغها المرء، فإن الانتحار ليس شكلاً للتجلي، وحتى لو بدا الإنسان الذي ينتحر جديراً بالإعجاب، يظلّ بعيداً عن بلوغ ملكوت القدس."
ولا يمكن إلا أن يصدمنا في العمق ما اختاره المعلم بعد انتحار ميشيما في 25 تشرين الثاني 1970 حين أقدم على الانتحار سرّاً ومنعزلاً بعد نحو عامين، في شقة صغيرة على شاطئ البحر، قرب كاماكورا، في 16 نيسان 1972 على هذا النحو رأينا كيف أن أحد الكاتبين لم يتوانَ عن مساعدة الشاب على التطور، وكيف أن الآخر لم يتردد عن الكشف عن نفسه أمام من اختاره كمعلم في التفكير، ليتحد كلاهما في الموت الإرادي إلى الأبد.
ديان دو مارجري
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789938833461
-
السلسلة
-
سنة النشر
2017
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
202
-
-
-