هذا هو السر؛ إنهم المتأقلمون.. أولئك الذين لا يشعرون بأن هناك مشكلة؛ فتصبح المشكلة هي كيفية إقناعهم بأن المشكلة مشكلة؛ ولأن هناك من يتأقلم.. لذا فهناك أيضاً من ينجح ويربح من وراء هذا القبول وذاك التأقلم.

"اقبل لا تتأقلم".

وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فكما تقبل والده أمر التغيرات السياسية والاجتماعية في زمانه لم يكن هناك بد أمام نامق من أن يفعل مثلما فعل والده.

ها هو الرئيس الإخواني يقف على دكة ميدان التحرير خطيباً في الجموع الهادرة التي يفيض بها الميدان في مشهد قمئ؛ وكان من ضمن الشاهدين على الخطاب وتبدو على ملامحهم السعادة الغامرة كلا من عماد سعدان ويحي سالم. وأصبح مستقبل مصر يكتنفه الغموض والإبهام؛ فرح الإخوان والسلفيون ووجم الليبراليون وما تبقى من اليساريين؛ أما الأقباط فلم يواسيهم إلا المقولة الخالدة للأنبا شنودة:"ربنا موجود".