يمكن قراءة قرين الجزء الثالث والأخير من ثلاثية (فرسان وكهنة) للكاتب الدكتور منذر قباني بما يمثله هنا من حضور فني ضمن منجز إبداعي كان فيه اللاعب بامتياز، ونقول اللاعب، ذلك أنّه هو من بدا، ينتقي ويحوِّر ويضيء ويعتم العلامات والأقنعة والصور التي تؤشر إلى الالتباس الذي يجد القارئ للنص، لا محال، واقعٌ فيهِ، ولكن ما يلبث أن يدرك بعد قراءة متأنية أن هذا الالتباس، ليس مصدره الكاتب، بل الشخصية - الساردة التي آثر القباني إبقاءها هوية ملتبسة - وهي شخصية بطلهُ "مراد قطز" التي طالعنا بها في الجزءين الأوليين من هذه الثلاثية والتي تعمد إبقاءها، كذلك هنا، موزعة بين التجلي والخفاء اعتماداً على استراتيجية الصوغ التخييلي التي تمزج الواقعي بالمتخيل والمحلوم به؛ ضمن تصور سايكولوجي قائم على صورة القرين الذي تجسد داخل بنية نصية مشخصة تتحرك بوصفها الحضور الآخر المادي المرئي للذات الداخلية لشخصية مراد؛ لتكون أيضاً شخصية بطلة تمارس دورها كقرين وتتحرك بصورة موازية للبنية الأخرى الإنسانية المركزية في النص، أي مراد قطز كما بدا في مواجهة ذاته الأخرى وهي تتحرك بحرّية بين الأمكنة والأزمنة ومن خلال قيامها بالحدث والحركة، وهنا يقوم السارد بالتركيز أكثر في رصده لحركة هذا القرين الذي يصبح هو الفاعل الرئيس والجوهري في تعقبه الأحداث ورصده بقية الشخصيات ويقع عليه رواية الأخبار ونقل المعلومات والوقائع إلى المتلقي لا بل، وإشراكه في لعبة القراءة أحياناً، ولتكون العلاقة معه تمثل ضمناً، منطقة إنتاج المعنى، وهو ما سوف نكتشفه كلما توغلنا في القراءة أكثر....
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786140118331
-
السلسلة
-
سنة النشر
2013
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
390
-
-
-