يقدم هذا الكتاب صورة شاملة لتحولات المجتمع والسياسة في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى ربع قرن من التغيرات والتفاعلات المدهشة منذ حوادث 11 سبتمبر وحتى تنصيب دونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية في 20 يناير 2025. تتسم تلك الفترة بتحولات فارقة على مستوى السياستين الداخلية والخارجية، حيث شكل التدخل الأمريكي في كل من أفغانستان والعراق علامة فارقة في طريقة تعاطي الرأي العام مع إدارة السياسة التقليدية في واشنطن وظهور تيارات ترفض الانخراط في مغامرات عسكرية بتكلفة بشرية ومادية مرتفعة . يتناول المؤلف، وهو شاهد عيان وصاحب خبرة عريضة في الشأنين الداخلي والخارجي للولايات المتحدة، بالقراءة والتحليل كيفية حدوث تلك التحولات الكبرى، على مستوى الدين والعرق والهوية ، وكيف تبلورت نداءات التغيير في صورة انتخاب باراك أوباما وفشله في تطبيق سياسات تقدمية ناجحة ليسلم السلطة إلى ترامب السياسي اليميني المغمور الذي حمل غضبا ورفضا للمؤسسات التقليدية، ووعد بوضع "أمريكا أولا" ، ثم يعود من جديد للرئاسة، بفاصل زمني أربع سنوات، وبشكل أسطوري، على رأس موجة كاسحة تنذر بتغيير عميق للسياسات الداخلية والخارجية، ويرصد الكتاب التغيرات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ مطلع الألفية وتأثير انتخاب ترامب على صناعة القرار فيما يتعلق بالقضايا المتشعبة في المنطقة، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة، والموقف من السياسات الإسرائيلية والإيرانية، والتقارب مع الحلفاء في دول الخليج العربي، والمنافسة بين الولايات المتحدة والقوى الصاعدة عالميا، وتأثير المنافسة على المواقف الأمريكية على مستويات عدة. يعد هذا المؤلف أول إسهام متكامل باللغة العربية يرصد تحولات المجتمع الأمريكي، في القرن الواحد والعشرين، من منظور شامل اعتمادًا على الخبرة الشخصية عن قرب، والأدبيات والمصادر المتنوعة والعميقة التي تتناول كافة أوجه الحياة الأمريكية.