تغير لون السحب الجميلة، وفقدت النجوم بريقها وجفت الأرض حتى تشقَّقت، ومات الزرع، وتفتت الصخر بفعل الحرارة، والتي أسقطت أيضًا رؤوس السلطعون، وتحلُّلت ألسنة الأسماك، وسقطت أرجل الثعابين وذيول الضفادع حينها ذهب قوميا إلى الغابات ليقطع الأشجار ويصنع منها أقواسًا، وذهب إلى شاطئ النهر ليأخذ حبال القنب ليقتلها ويصنع منها أوتارا، ثم ذهب إلى غابات الخيزران ليصنع منه سهاما، ثم دهن رؤوس السهام بمياه بحيرة التنين السامة. والآن صارت الأقواس والسهام جاهزة للمواجهة سار قُوميا على الصخور التي أشبهت أسياخ الحديد في الأفران وسبح في النهر الذي تغلي مياهه وكأنه يجري على قدر فوق نار ملتهبة وبعد أن خاض الصعاب والمهالك، صعد في النهاية إلى قمة الجبل، وهنا لم يكن أمامه سوى مواجهة مصيره المحتوم!