تعالى صوت الطرقات على الباب، وقد تبادل الجميع نظرات قلقة، قبل أن يومئ النبي -صلى الله عليه وسلم- برأسه إلى الأرقم، الذي اتجه لفتح الباب، حيث طالعه وجه عمر المضيء وإن وشت ملامحه بلا شيء.
تحرك عمر بآلية تامة ليطالع وجوه المسلمين، بينما تركزت عيناه على وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي فعل ما لم يتوقعه أحد.ففجأة وبلا أي مقدمات جذبه النبي جذبة عنيفة. وفي لحظة نادرة تهاوى جسد عمر.
كاد حمزة أن يتحرك. بل كاد أبو بكر أن يتكلم. ولقد أراد علىّ أن يكسر السكون، إلا أن كل ذلك لم يحدث. وكأنما ذابت الأفعال والأقوال وكل شيء في صمت رهيب.
سكون تام خيّم على الجميع، وكأنما توقف الزمن للحظة قلما يجود بمثلها مرة في كل جيل، قبل أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
- أما آن يا عمر؟
تأمل عمر وجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبهدوء عجيب انفرجت شفتاه ليقول:
- بلى، آن يا رسول الله. أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776376694
-
السلسلة
-
سنة النشر
2014
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
193
-
-
-