حين أقابل شخصاً للمرة الأولى وأخبره أنني ألفت كتاباً عن سيرة حياة صامويل بيكيت وسيمون دو بوفوار، فإن سؤاله الأول يكون عادة «لماذا وقع اختيارك عليهما؟ » ومع مرور السنين استطعت أن أصوغ إجابة جاهزة أقولها للجميع، جعلتها مختصرة ومهذبة وتسمح لي بتغيير الموضوع. وكنت أجيبه: «لقد كانا رائعين، ومذهلين إلى حد لا يوصف. وأنه لشرف عظيم للمرء أن يعرفهما». كنت في معظم الأحيان لا أنجو بهذه الإجابة، فعادة ما يتبع ذلك سؤال آخر «ماذا كان يعجبك فيهما بالتحديد؟» ومثل هكذا سؤال لم يكن من السهل قط الإجابة عليه.
على مدار عدة سنين كتبت العديد من سير الحياة الأخرى لشخصيات بنفس الروعة، ولكن شغفي بصامويل بيكيت وسيمون دو بوفوار كان يفوق ما أشعر به تجاه البقية. في كل محاضرة أو ندوة أحضرها، كنت أتلقى أسئلة تطلب مني وصف المشاعر التي كانت تنتابني حين ألتقيهم، وما هي الأشياء التي كنا نتحدث عنها، ولماذا قمت بتأليف تلك الكتب بهذه الصورة. كان الحاضرون يمطرونني بأسئلة من قبيل «هل كنت تشعرين بالغضب، أم بالرعب، أم الخجل، أم الانبهار» – وكان يجب أن أختار واحدًا من تلك المشاعر – «وأنت جالسة مع صامويل بيكيت وسيمون دو بوفوار؟» نعم، أنا أعترف؛ نعم، شعرت بكل هذه المشاعر وغيرها الكثير. لا يمكنني حساب عدد المرات التي طلب مني ضيوفي على العشاء أو في الحفلات الحديث عن هذا الموضوع، وكنت أجد صعوبة في بحثي عن الحكايات النادرة لتسلية الضيوف الآخرين دون الكشف عن أي شيء شخصي غير مناسب عرفته عن شخصيتين من عمالقة الأدب.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789933635275
-
السلسلة
-
سنة النشر
2021
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
396
-
-
-