يطرح هذا الكتاب في جزايه تفسيرات نفسيّةً متنوعة لسلوك الإرهابيين، ويقدم
إجابات عن أسئلة من قبيل: ما الأسباب الكامنة وراء تطرف بعض الأشخاص؟ ولماذا ينغمس شخص ما في أنشطة تطرف عنيف؟ وكيف ينتقل الأشخاص المتطرفون من التأييد السلبي للإرهاب إلى العمل الإرهابي المنظم؟ وهل توجد خصائص نفسية مميزة للإرهابيين دون سواهم؟ ويتطرق المؤلف أثناء ذلك إلى قضايا جدلية شتى ما زالت تحظى بنقاش علمي حامي الوطيس، خاصة ما يتعلق بالتمييز بين النشاط الإرهابي وشتى صور النضال والتمركز الثقافي في تصنيف الإرهاب وتفسيره والتحيزات الفجة المتمثلة في وصم مجتمعات أو ثقافات أو جماعات إثنية بالإرهاب.

ويقدم المؤلف إطارًا تفسيريًا للإرهاب عبر ثلاثة مستويات مستوى الفرد ومستوى
الجماعة، ومستوى المجتمع. وينتهج المؤلف رؤية نقدية يفند خلالها كثيرًا من
المعتقدات الخاطئة، أو المغالطات الشائعة عن سلوك الإرهابيين، لا سيما وصمهم
بالاضطراب النفسي أو الجنون. ويرصد في سياق كل ذلك العوامل النفسية
الاجتماعية ذات الصلة البعيدة والمباشرة بشيوع التطرف وبروز الإرهاب في عالمنا العربي أملا في أن تؤخذ في الحسبان عند إعداد البرامج الوقائية، أو تحديد استراتيجيات مكافحة التطرف والإرهاب.