لا تجد غزوة حنين نفس الاهتمام والاحتفاء اللذين تجدهما غزوتا بدر وأُحد مثلًا، على الرغم من أن لها ظروفًا خاصة وتختلف في طبيعتها وأهدافها عن كل ما سبقها من غزوات في صدر الإسلام.
كانت «حنين» غزوة استباقية، فقد أراد النبي أن يستبق قبيلة هوازن التي قررت مساعدة ثقيف في الهجوم على مكة لضرب القوة الوليدة بها. كان فتح مكة يعني الالتحام بين يثرب ومكة وتحت قيادة النبي بما يهدد مكانة ونفوذ المناطق والقبائل الأخرى القريبة في جزيرة العرب، وكان هناك تنافس تاريخي بين مكة والطائف. وكانت الطائف مدينة زراعية متميزة، وكانت تجارية كذلك، يضاف إلى ذلك أن الطائف كان بها بيت للعبادة ينافس الكعبة، ويتردد عليه عرب الجزيرة، وكانت تمتلك علاقات تجارية ودينية مع اليمن القريبة منها، بما ضمن لها مكانة متميزة. والآن بعد فتح مكة، ونجاح النبي في توحيد مكة ويثرب معًا، وارتفاع صوت المسلمين، فإن المستقبل للكعبة وزوارها، والوضع الاقتصادي والتجاري سوف يسير لصالح مكة والدين الجديد. وهكذا قرر أهل الطائف الاستعداد لغزو مكة، لضرب ذلك النموذج الجديد وتحطيم القوة الصاعدة.
تفاصيل هذه الغزوة، ثم ما وقع بعد انتهاء الحرب، هي ما يهتم به هذا الكتاب، فهو محاولة لتقديم قراءة تاريخية وتحليلية لها، وبالتأكيد سنجد فيه الكثير والكثير مما يفيدنا اليوم ثقافيًّا وحضاريًّا وسياسيًّا.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778625585
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
184
-
-
-