«أتحدث في هذا الكتاب عن صديقَيَّ الحبيبين؛ الأستاذ بهجت محمد محمد النادي، المشهور باسم بهجت النادي، والأستاذ عادل رفعت، المفكرَين والكاتبَين المصريين الكبيرَين المقيمَين في فرنسا منذ 1966. اتخذا من البداية اسمًا مستعارًا مشتركًا واحدًا على مؤلفاتهما، وعُرفا به، وهو «محمود حسين». شخصيًّا أُفضّل استخدام الاسم الشخصي وليس المستعار. فأنا هنا أروي سيرة كل منهما كما عرفتها منهما، وعن طريقهما، خلال سنوات من الصداقة القوية امتدت حوالي أربعين عامًا، لكني أستخدم أيضًا الاسم المستعار عندما أتحدث عن إنتاجهما الفكري المنشور بهذا الاسم، أو في الحديث عن بعض الأحداث التي اشتركا فيها معًا.
لم يكتب بهجت ولا عادل مذكراتهما، وقد سألت كلًّا منهما السؤال ذاته، فرد الإجابة ذاتها: «أنا لا أرى أن حياتي مهمة حتى أكتب سيرتها». ولأني أدرك القيمة الفكرية لهما، والأدوار السياسية والثقافية التي قاما بها، وأعرف الكثير عن كل منهما، ولأني عاصرت أو شاركت في بعض من أحداث هذه السيرة، ولأني مُحب لصديقَيَّ العزيزَين، قررت بمفردي، وأخذت على عاتقي، أن أكتب هذه السيرة؛ لذلك فهي سيرة غير ذاتية، لأنه لم يكتبها صاحبها، وإنما كتبها صاحبُهما».