حين سمحوا لها بزيارته في السجن لأول مرة، لم يكن ديتريش على علم مسبق بأمر الزيارة اقتادوا ماريا إليه، وظهرت أمامه فجأة بينما كانوا يستجوبونه. بدا أن المحقق أراد إرباكه وجعله يخرج عن طوره، وبالفعل، اهتز ديتريش وتأثر بشكل واضح، لكنه سرعان ما استعاد ثباته عندما جلس بجوارها على الأريكة، وسعى إلى إجراء محادثة عادية محايدة، لكن ما كان يستعر في قلبه لم تشعر به ماريا إلا بالطريقة التي ضغط بها على يدها. على الأريكة معا شعرا وكأنها مراقبان، أو كأنها يمثلان مشهدًا على خشبة المسرح، لكن في اللقاء التالي في يوليو، عندما سمحوا لها بالتحدث معه ثانية، تغلبا على خجلهما أمام الحراس وتبادلا قبلتهما الأولى. وبعد انتهاء اللقاء عندما كانا على وشك الافتراق وخروج كل منهما من باب مختلف، استدارت ماريا في اللحظة الأخيرة وركضت نحو ديتريش وعانقته، وبعد عودته إلى زنزانته، كان على ديتريش أن يقمع مشاعره حتى يتمكن من تحمل آلام الحرمان. كان لا يزال مفعما بالأمل والإيمان. كان بونهوفر في تلك اللحظة واثقا بأنه سيصير قريبا حرا ويستطيع أن يبدأ الحياة أخيرًا مع عروسه الشابة، كما حلم بذلك طويلا».
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776633834
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
274
-
-
-