يُلقي هذا الكتاب الضوء على جانب غير مرئي من تاريخ الأسرة العَلَوية، التي حكمت مصر بين عامَي 1805 – 1952، هذا الجانب يتمحور حول نساء تلك الأسرة.
وإذا كانت الدولة العثمانية بحكم تكوينها قد فرضت حصارًا حول سيدات الأسرة الحاكمة فيها، إلا أن الأمر اختلف بعض الشئ بالنسبة إلى نساء الأسرة العَلَوية في مصر؛ فقد حفظت مصادر تاريخنا الدور الذي قمنَ به في مجتمع عشنَ فيه وتأثرنَ به.
وبعيدًا عمَّا كانوا يتمتعون به من امتيازات تمثلت في الرواتب التي خصصت لهنَّ، وكذا الأراضي الزراعية والأوقاف الخاصة، وكلها وفَّرت لهنَّ موارد مالية ضخمة، بعيدًا عن ذلك، فقد حاولنَ أن يكون لهنَّ دور في المجتمع المصري. وبحكم تقاليد تلك الأسرة، فقد ابتعدنَ عن لعب أي نشاط سياسي، وانحصر نشاطهنَّ في الحقل الاجتماعي، والذي تمثَّل في رعاية بعض المؤسسات التعليمية وكذا ممارسة بعض الأنشطة الخيرية، كما مارست بعضهنَّ أنشطة فنية، وصلت إلى حدِّ احتراف بعضهنَّ التمثيل خارج مصر، كما كان لهنَّ دور في إقامة بعض المستشفيات ورعاية مستشفيات أخرى، وكذا المشاركة في مكافحة الأوبئة والأمراض، ومساعدة منكوبي الحروب والكوارث.
وإذا كان ما سبق هو الجانب المضيء من نشاطات سيدات الأسرة العَلَوية فالثابت أن هناك جانبًا آخر غير مضيء، والذي تمثَّل في المشكلات العائلية، وكذا المشكلات الأسرية، والصراع مع الدولة، وهو ما قدَّم لنا صورة غير مثالية.
                                                                                                                           د.حمادة إسماعيل