يجلو أمير الصراف غبار التاريخ عن وزير مالية الأمير همام، ومدبر أمورها الإدارية والمالية في دقة وأمانة، ينفضُ الغبار ويبحث عن المصادر ويمحص الروايات القليلة التي نسي مؤرخوها الهوامش الفاعلة واهتموا بالعناوين البارزة.
في صبر وأناة، كدَّ الباحثُ وتعبَ في تتبع أثر هذا الوزير، ربما لم يظفر في كتب التاريخ بضالته، وهذا يثير تساؤلاً: لماذا لم يدونوا دورَه المحوري كما يراه أمير، لماذا تناسوا دوره الركين في إمارة همام؟! ظني أنهم فُتِنوا بشخصية همام التي طغت على من حوله، فهو متْنٌ وحيدٌ والهوامش تحته ترعى، قد يفسر هذا لماذا أغفله المؤرخون المسيحيون أيضًا؟
هنا ينبغي أن أؤكد أن هذا الكتاب يودُّ إبراز الدور المنسي لواحد من الأقباط في الإدارة المالية لجمهورية همام، لكن مؤلفه لم يقع في دور من يصنع من الحبة قُبة بل كان يصف حالاً عامًا، إذ عُهد للأقباط بالحسابات المالية؛ لذا كان المباشرون والصرافون في معظمهم إن لم يكن كلهم من الأقباط، ربما يعود هذا إلى تعليمِهم المبكر ودقة حساباتِهم وأمانتِهم كالمصريين كافة. مما جعل الكاتب يزيح حجب تساؤلات عن الوزير منقريوس، سكت المؤرخون عن الإجابة عنها، وأهملها الرحالة والمؤلفون.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776898325
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
159
-
-
-