في هذا المجلد الأول من ثلاثية كيف يصبح الدين شراً يرسم المؤلف صورة تاريخية كاملة للذهنية اليهودية ويذهب إلى أنها ليست ديناً بل هلوسة أيديولوجية أو برنامج سياسي بتعبير الفيلسوف كانط، وأنها صيغت في وقت متأخر على قياس حاجات مجتمعها الصحراوي القاسية وعبرت عن روحه وأسباب عنفه وعبادة ذاته وعن أحلامها في وراثة بلاد الآخرين واستباحتها.
هذه الأحلام والطموحات هي التي صارت لهذه العشائر ديناً وظيفياً أبرز عباداته العنف المميت، وله
(1) مركزية مقدسة اسمها العهد».
(2) والخروج» للغزو والنهب والإبادة باسم الأرض الموعودة».
(3) وفريضة مقدسة اسمها عبادة الذات.
(4) وخرافة وراثية (جينية) استثنائية إسمها الاختيار الإلهي .
(5) وبراءة مطلقة من ربها بـ حق التضحية بالآخر، واستحلال وجوده إسمها «لعنة كنعان».
(6) وطقس عبادة يسمونه التحريم ذبح وتدمير وحرق) ظناً منهم أن ربهم يسر برائحة الجثث المشوية.
(7) وصار لها رب محارب مهووس بالإبادات يدفع أمامها ما شاءت من أمم الأرض للتحريم.
النصوص التي نسجت منها هذه الذهنية وتمحورت حول فكرة إسرائيل الأرض الموعودة» (احتلال أرض الغير واستبدال شعب بشعب) تضعنا أمام أيديولوجية إبادة جماعية genocidal ideology لا تتحقق إلا بالعنف المميت. وهي تتجسد اليوم بالحركة الصهيونية اليهودية وغير اليهودية، فما يشهده العالم في غزة اليوم هو عرض طقسي ritual حي تقدمه حكومة المتدينين بالصوت والصورة لهذه الأيديولوجيا الإبادية التحريمية HRM التي كانت وما زالت عبادة لهم لازمت فكرة إسرائيل من يوم ما اعتقدوا أن ربهم أعلن قرانه على إسرائيل. يتميز عمل المؤلف وهو من أبرز الباحثين العرب في ظاهرة العنف والإبادات الجماعية أنه يستعرض كيف تحولت فكرة إسرائيل إلى حاضنة وحوش في السياسة والفكر والفلسفة الغربية، ويوثق كل كلمة يكتبها، فالمراجع والإضاءات تشغل المساحة الأكبر من الكتاب.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786144864739
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
196
-
-
-