يأتي كتاب "وجوه إفريقية" ليقدم مجموعة رحلات وجيزة، تكشف عن جوانب إسهامات شخصيات إفريقية متنوعة جدا من جهة ثقافاتها ورؤاها ومواقفها في العديد من قضايا القارة الإفريقية ودولها. ويثير الكتاب، الذي يأتي في وقت تتجدد فيه نقاشاته وقضاياه يوميا مع كل طارئ أو مستجد في شؤون القارة السمراء، مثل: وقوع انقلاب عسكري أو أخبار التنافس الدولي على مواردها أو مسارات العمل الجماعي الإفريقي أو الإنجاز الثقافي والفني. أو ما يثار عن هوية القارة وحضارتها وما إلى ذلك، نقاشات هامة تختلط فيها جوانب من سير حياة هذه الشخصيات بالتطور الفكري والسياسي، وربما الاجتماعي داخل مجتمعاتهم.
وتغطي فصول الكتاب القصيرة نحو 20 شخصية إفريقية أو ذات أصول إفريقية ومواقفها المختلفة من قضايا مثل الاستعمار والعنصرية والإسلام السياسي والسينما والفنون والهوية ودولة ما بعد الاستعمار ومن هذه الشخصيات: فرانز فانون" و "باتريس لومومبا" و"الصادق المهدي" و"ستيف بيكو" و "سمير أمين" وغيرهم. كما اعتمد المؤلف د. محمد عبد الكريم أحمد مقاربة مرنة في الاستعانة بالمصادر الأولية. مثل: مؤلفات هذه الشخصيات أو ما كتب عنها في عصرهم وبعد وفاتهم وبالكثير من الكتابات الأخرى المشتبكة مع القضايا ذات الاهتمام المشترك مع أطاريحهم، إلى جانب وضع هذا التناول في سياق تحليلي يقوم على ربط جميع هذه القضايا والهموم والمآلات بالأوضاع الراهنة في القارة الإفريقية على نحو لا ينساق وراء مبالغات، بل يستند في الواقع إلى قراءات مستدامة. وقرب من هذه الأوضاع وتفاصيلها وجذورها.