دقات المسرح تعلن عن لحظة فتح الستارة. انتصبت رقبة توفيق. ثم لم يتمالك نفسه من الوقوف منتفضاً مع ظهور الآنسة أم كلثوم أمام تختها. كان تصفيقه عنيفاً ومتصلاً، وقد انهمرت الدموع على وجنتيه من دون أن يشعر بها. لم ينتبه لتوقف باقي الجمهور عن التصفيق، حتى جَذَبّه محمود الزيات برفق من سُترته.
تعطّلت حواس توفيق طوال الحفل، إلا من استقبال صوت أم كلثوم، وتعبيرات وجهها، وحركات جسدها، والنغمات التي نفذت واستقرّت دون استئذان في روحه. بعد انتهاء الوصلة الأخيرة، خرج غير منتبه ليَد محمود الزيات الممدودة بالسلام. سار في الشارع متبختراً، وهو على يقين بأنه أكثر الناس سعادة على وجه البسيطة، كل المارة في شارع عماد الدين كانوا يرددون معه:" إن كنت أسامح وأنسى الأسية.. ما أخلصش عمري من لوم عنيا".
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776729179
-
السلسلة
-
سنة النشر
2020
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
301
-
-
-