كان عام 1992 واحدا من تلك اللحظات فى التاريخ حيث تثير إحدى الأزمات العميقة التساؤل من جديد حول يقيننا . إن ما درجنا على تسميته «اكتشاف أمريكا» وهو فى عام 1992 ما هو إلا احتفال بمذابح الهنود وبدأية العهد الاستعمارى فى التاريخ الحديث. عام 1992 مخلدا أيضا لذكرى مرور خمسمائة عام على سقوط غرناطة آخر مملكة للثقافة الإسلامية فى أسبانيا . فى عام 1992 سجلت حرب الخليج اكتمال العمل الذى بدأ عام 1492 وهو انقسام لعالم إلى نصفين. فى عام 1992 كشف تدمير العراق عن استعمار من نوع جديد استعمار جماعى متعدد الجنسيات متآلف تحت سيطرة الأقوى. كان عام 1992 عام إتمام انهيار اشتراكية الدولة فى الشرق. فى عام 1992 بدأت أوروبا كما بدأت الأمم من قبل فى القرن التاسع عشر سوقا فرديا. عام 1992 كان عام قمة الهيمنة للولأيات المتحدة الأمريكية فما هو إذن معنى هذا المنعطف التاريخى الذى وجدنا أنفسنا فيه فى عام 1992 ؟ هذا ما تحاول الصفحات الإجابة عنه.