يتحدث هذا الكتاب عن مفهوم المقاومة بمعناه الواسع، فليست المقاومة مرهونة فقط بالعنف والرصاص والدم، ولا محصورة في خوض المعارك وممارسة القتال، فإذا كانت مقاومة المستعمر والمحتل والمغتصب هي الأبرز والأعلى صوتًا، فإن هناك جبهات أخرى تدور عليها المواجهة لا تقل أهمية عن التصدي للمستعمر، وصيانة استقلال الوطن وحريته. وأولى هذه الجبهات، مقاومة الحاكم الجائر لرده عن الظلم والطغيان، ودفعه إلى إقامة العدل الذي هو أساس الملك، وتأخذ هذه المقاومة أشكالًا متعددة عبر التاريخ، ومنها ما كان مقاومة سلبية نجحت فيوالجبهة الثانية للمقاومة هي مقاومة الأفكار المتخلفة والتقاليد البالية تحقيق الغرض منها من دون أي عنف مثل حركة المقاومة التي قادها الزعيم الهندي الخالد غاندي ضد الاحتلال الإنجليزي لبلاده، منها ما لجأ إلى أقصى درجات العنف والدم كالثورتين الفرنسية والبلشيفية، وهذه الجبهة هي الأكثر تأثيرًا على مدى التاريخ الإنساني؛ فعطاء المفكرين والعلماء والمبعدين لا يحدث تغييرًا فوريَّا، ولكن يكون تأثيره متتاليًا ومتراكمًا على مدى زمني طويل على حركة المجتمع نحو التقدم الأخلاقي والاجتماعي. أما الجبهة الثالثة فهي مقاومة أو مجاهدة النفس التي هي أمارة بالسوء، والحرص على ألا تفقد النفس نخوتها فتسقط في التبلد واللامبالاة، والعمل على بناء النفس الواثقة الثابتة الوفية الصابرة، مما يجعل صاحبها سويًّا وإيجابيًّا بما يمكنه من أن يؤدي دوه باقتدار على جبهات المقاومة الأخرى.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789770931233
-
السلسلة
-
سنة النشر
2012
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
410
-
-
-