في هذا الكتاب نسطر تاريخ مصر الحديث بمقدم الإحتلال الفرنسي للديار المصرية؛ ذلك الحدث الهام الذي كان بداية الطريق لتغيير العادات والأفكار والمبادىء عند كثير من المسلمين؛ مما دفع المؤرخ الكبير الجبرتي رحمه الله تعالي أن يكتب في تاريخه عن أول سنوات هذا الإحتلال الغاشم؛ قائلا: وهي أول سِني الملاحم العظيمة؛ والحوادث الجسيمة؛ والوقائع النازلة، والنوازل الهائلة؛ وتضاعف الشرور، وترادف الأمور؛ وتوالي المحن؛ واختلال الزمن؛ وانعكاس المطبوع؛ وإنقلاب الموضوع؛ وتتابع الأهوال؛ واختلاف  الأحوال؛ وفساد التدبير؛ وحصول التدمير؛ وعموم الخراب؛ وتوتر الأسباب:(وَمَاَ كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظلْم وأهْلهَا مُصْلِحُونَ)

ومنَ المعلوم أن الإحتلال الفرنسي؛ كان هو السبب المباشر لمقدم صاحب تاريخنا؛ محمد علي باشا؛ إلى مصر؛ كضابط بسيط ضمن الجيش العثماني وقتئذ.. لذا تضمن هذا الجزء الأول من كتابنا الحديث عن الحملة  الفرنسية بالتفصيل؛ ثم الحديث عن أول ملوك الأسرة المحمدية العلوية؛ محمد علي؛ مؤسس تلك المملكة التي دامت قرابة القرن ونصف القرن  من عمر الزمان..