تساءلت، كأنما تكلم نفسها ، لماذا يسمونه قوس النصر، مع أنه يجسد الهزيمة أمام الإسكندر، لا الانتصار.
ضحك العجوز، أجابها أن المدينة ملأى بأقواس النصر الخشبية كلما كثرت هزائمنا ، تضاعف عدد الأقواس . أردف بما معناه أن شأن تلك الأقواس شأن المكبرات عقبت متممة فكرته: كل ما كتر كم الأفواه، كل ما تضاعفت المكبرات على العواميد والأبنية، مدت يدها كي تمسك بيده المتشققة في الظلام، تابعت بأسي: أديش غريب يقطعوا الكهربا عن الناس، ويضوّوا قوس النصر وحدو ؟!
نزع قميصه من شدة الحر مش غريب أبدًا، إنهم يضيئون الماضي، يمجدونه لأنهم عاجزون عن تمجيد الحاضر الخراب الذي صنعوه.
إذا ما انطفأ الماضي الذي يتغذون عليه، انطفؤوا .