الفرق بين (( الثورة )) و (( الهوجة )) هو أن (( الهوجة )) تقتلع الصالح والطالح معا... كالرياح الهوج تطيح بالأخضر واليابس معا، وبالشجرة المثمرة والشجرة الصفراء جميعا. أما (( الثورة )) فهي تبقي النافع وتستمد منه القوة.. بل وتصدر عنه أحيانا، وتقضي فقط على البالي المتهافت، المعوق للحيوية، المغلق لنوافذ الهواء المتجدد، الواقف في طريق التجديد والتطور. ولكن المسألة ليست دائما بهذه البساطة. فالثورة والهوجة تختلطان أحيانا، إن لم يكن في كل الأحيان. فالثورة كي تؤكد ذاتها وتثبت أقدامها تلجأ إلى عنف الهوجة كل ما كان قبلها... وتجعل بداية كل خير هو بدايتها، وتاريخ كل شئ هو تاريخها... ولا يتغير هذا الحال إلا عندما تشعر الثورة بصلابة عودها وتوقن أنه قد أصبح لها وجه واضح وشخصية متميزة ومكان راسخ في التاريخ العام... عندئذ تنبذ عنها عنصر الهوجة وتأنف منه، وتعود بكل اطمئنان إلى تاريخ الأمة العام لتضع كل قيمة في مكانها الصحيح، وتضع نفسها في الحجم المعقول، داخل إطار التسلسل الطبيعي لتطور أمة ناهضة.. إذا عرفنا ذلك، كان من الميسور أن نفهم حركات الأجيال الجديدة، أو ما يسمى.. بـ" ثورة الشباب "
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789770934630
-
السلسلة
-
سنة النشر
2018
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
164
-
-
-