إستيقظتُ على اثر رائحة بول فظيعة تفوح من الأرض. لم تكن هُناك نوافِذ، لم يكن هُناك فِراش، ولا حتى دلو لقضاء الحاجة. الجدران فاحِمة السَّواد، انتشرت فيها تكوينات قِشريَّة توحي بسقوطها في القريب العاجل. باب شاهق من الخشب مُدَعَّمًا بالفولاذ فُتح مرَّة من قِبل هؤلاء ليتأكَّدوا أَّنَّني لازلت حيَّا لا أُرزّق. يُحاصرني ظلامٌ مُفجِع جعلني كالأعمى، يّخنقني ويُصيبني بالكآبة وكّسرة النفس والإذلال. لا أستطيع الحركة، فالحبل الذي به ربطوا يداي وقدماي من خِلافِ كان شديد الغلاظة والمتانة، وكل عضو في جسدي ينبُض ألمًا من ضربهم العَتيد.

وفجأة، أسمَع خطوات الأقدام الثَّقيلة تأتي من بعيد، وصلصلة السَّلاسِل الحديديَّة، ثم يُفتَح الباب مُطلِقًا صريره المُزعج، ويدخل رجلان ضخمان متجهَّمان مُشعثان الشَّعر واللَّحية، يُمسكاني بقوَّة وغَشم، ، وقال أحدهم:«انهّض يا كافر!».