أقولُ عَنْ نَفْسي إِنَّني قَدَرِيٌّ؛ بِمَعْنَي أَنَّني أَعيشُ مُسْتَسْلِمًا لِلقَدَرِ الَّذي تَفْرِضُهُ عَلَيَّ إرادَةُ واحِدٍ مِن هَؤلاءِ النَّاسِ الَّذينَ يَعيشونَ في صَدْري...
وَكُلُّ هَؤُلاءِ الأفْرادِ هُمْ: أَنا!
أَوْ ما أصْطَلَحْنا عَلَى تَسْمِيَتِهِ: أَنا!
وَرُبَّما كانَ هَذا التَّحْليلُ يَنْطَبِقُ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِم.
فَأَنا لا أُؤْمِنُ بِوُجودِ الفَرْدِ كَعُنْصُرٍ قائِمٍ بِذاتِهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكونَ لَهُ عَلاماتٌ واحِدةٌ ثابِتَهٌ تَرْسُمُ لَهُ شَخْصِيَّةً مُحَدَّدَةً... إِنَّ كُلَّ فَرْدٍ هُوَ في الواقِع مُجْتَمَعٌ،
أَوْ عَلَى الأصَحِّ انْعِكاسٌ لِمُجْتَمَعٍ، وَكُلُّ فَرْدٍ يَحْمِلُ في داخِلِهِ كُلَّ تَناقُضاتِ المُجْتَمَعٌ، والفَرْقُ بَيْنَ النَّاسِ هُوَ الفَرْقُ بَيْنَ المُجْتَمَعاتِ الَّتي وُلِدوا وَعاشوا فيها، والظُّروفِ الأجْتِماعِيَّةِ الَّتي مَرِّوا بِها، والِّتي تَخْتَلِفُ مَعَها طَبيعَةُ التَّناقُضاتِ الَّتي تَعيشُ فيها.
لَيْسَ هُناكَ فَرْدٌ أُسْطورِيُّ...
كُلُّ فَرْدٍ مَجموعَةُ مُتَناقِضاتٍ... وكَذَلِكَ أَنا!
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778461305
-
السلسلة
-
سنة النشر
2020
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
726
-
-
-