3 كتب جديدة لصلاح عيسى - مدونة - مكتبات الشروق
3 كتب جديدة لصلاح عيسى
الأحد 8 أغسطس 2021

تحظى مؤلفات الكاتب صلاح عيسى بإعجاب شريحة واسعة من القراء، لما تتميز به كتاباته من مواضيع شيقة بأسلوب شديد الإمتاع. وقد أعادت دور النشر المصرية نشر كتب جديدة له في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، وفي هذا الموضوع نعرض لقارئ مدونة الشروق نبذة عن كل منها..

حين نقول إن اعتماد البرجوازية المصرية على المفاوَضَة كأسلوبٍ وحيدٍ لحَلِّ تناقُضِها مع الإمبريالية، كان قضاءً أكثرَ ممَّا كان اختيارًا انتقائيًا؛ فنحن لا نفعل أكثرَ من أنْ نَصِفَ ظاهرةً لا يَعْمَى عنها إلا هؤلاء الذين يُصرُّون على استمرار المراهنة على وطنيَّة البرجوازية، كأنهم يواجهون إحساسًا داخليًا عميقًا بالعار؛ لأنَّهم مَنحوا يومًا بركاتِ الوطنيَّة- بشكلٍ مُطلَقِ ودون تَحفُّظاتٍ- للبرجوازية العربية عمومًا- والمصريَّة بوجهٍ أخصَّ- برغم أن واقع الحال كان أمامهم ناطقًا بأن البرجوازية العربية قد عَجَزَت دائمًا عن أن تفلت من قضاء المفاوضة الذي يطاردها، أو أن تتمرَّد على قدر التبعية الذي قَعَدَ بها على حِجْرِ الإمبريالية، ترضع لبَنَها حتى شاب شَعْرُها، وملأَت التجاعيدُ صفحةَ وجهِها!

 

سيرة سياسية واجتماعية لخُط الصعيد الذي دوَّخ ثلاث حكومات. ما هي بالضَّبط اللحظة التي تحوَّل أثناءَها من إنسان سَويٍّ تمامًا، وعاديٍّ، يَأمَنُ له الناس، ويبادلونه تلك المشاعر العادية بين الإنسان والإنسان – إلى كائِنٍ يُبادلُه الآخرون مشاعِرَ غريبةً، مشاعر لا تكون إلَّا بين الإنسان والوحش؟
والمشاعر العاديَّة ليست دائِمًا "حبًّا"، إنها قد تكون كراهيةً، أو حِقدًا، أو لا مبالاة؛ لكنها تَظلُّ في إطار العَلاق بين الإنسان والإنسان، بمعنى أن طَرَفَيْها يتبادلان علاقاتٍ "بشريَّة" بين اثنين ينتَمِيان لنفس النوع، لكنَّ الخُطَّ خَلَق بينه وبين الآخرين نوعًا غريبًا من العلاقة، طرفاها: التَّجَبُّرُ كَوَحشٍ من ناحيته، والخَوفُ الغريب من ناحية الناس. وهكذا تَعامَلَ الناسُ معه كما لو كانوا يتعاملون مع "كائِنٍ"، لا ينتمي لدنيا البشر، يخافونه أَبْلَغَ ألوانِ الخَوفِ، ويَرهَبون مُجرَّدَ ذِكرِ اسمِه، ويتعاملون معه كظاهرةٍ مُرعبة من ظواهر الطبيعة؛ لا يستطيعون لها صَدًّا، ولا يقدرون على مواجهتها.

لم يكن واحد من الرجال الذين ملأوا فضاء مرج دابق في تلك الليلة الصيفية الحارَّة يعرف على وجه التحديد كيف ستنتهي الأمور. كل ما كانوا يعرفونه أن الحرب قد أصبحت أمرًا مقررًا، وأنها قد تنشب في أي لحظة، وأن إقامتهم في هذا المرج الواسع لن تطول.
أما كيف تتوزع بينهم الحظوظ: مَن منهم سوف يُؤخذ أسيرَا؟ ومن منهم سوف يسقط شهيدًا في المعركة؟ وهل ينتصر الجيش الذي يقوده سلطانهم الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري، أم ينتصر جيش عدوهم السلطان المظفر سليم خان بن  بايزيد العثماني؟ فذلك كله لم يكن واحد منهم يعرف شيئًا عنه.

شارك بتعليقك
جميع الحقوق محفوظة - مكتبات الشروق 2024