«في هذه الصفحة الجديدة، لا أسمح لنفسي بإطلاق الأحكام النقدية، ولكنني أتعلم من الكُتّاب الشباب الجدد الذين يسعدني الحظ بالعثور على إنتاجهم. أتعلم منهم ومعهم البحث عن «الصوت الخاص»، الصوت الجديد الذي لا يُقلد أحدًا، ولا يستورد ذوقًا. الصوت الذي يعرف أن الكتابة عمل صعب نبيل، وأنه ليس وسيلة للادّعاء أو التظاهر أو الاستعراض.
إن فرح الإنسان باكتشاف صوته الخاص على الورق في شكل فني، فرح لا يُعادله أي فرح آخر، لا جائزة، ولا انتشار. الكتابة ليست سلعة، ولن تكون. مهما حاولوا خداعنا بـ«البيست سيلر»، والفرقعة، والمكاسب المادية الضرورية. ولكنها ضرورة الحياة، ولن تكون لها قيمة لو خسر الكاتب صوته أو نفسه».
علاء الديب

خلال عامَي ٢٠١٤ و٢٠١٥، كان الأديب الكبير علاء الديب يطلّ على القُراء من خلال زاوية أسبوعية في جريدة الأهرام، خصّصها للكتابة عن الأجيال التي تبدأ الطريق، وأسماها «صفحة جديدة»؛ ولم تكن فقط للتعريف بالأجيال الشابة، وإنما بالأفكار الحية النابضة على الدوام. ويضم هذا الكتاب مقالات «صفحة جديدة»، وسطورها تمتد من العراق إلى المغرب، مرورًا بالكويت وبيروت والضفة وغزة والسودان، تضرب في الأقاليم النائية والقرى البعيدة والصحاري، وتَسبح في زمن عرضه آلاف السنين، وصولًا إلى مصر القديمة.

«صفحة جديدة»؛ هي واحدة من صفحات علاء الديب الملهِمَة التي يتجلى فيها القلق الصادق على المصير، ويتحرى فيها البحث عن واجب الإنسان المقدس وسعيه الأبدي، والذي يُلخصه في كلمة واحدة.. «الحرية».