منذ مطلع القرن العشرين، صيغت السينما الأمريكية لتكون بمثابة مدرسة لتعليم الأخلاق والوطنية، وأُوكِلت إليها مهمة نشر الأمْرَكة بغية خلق التجانس بين السكان الذين كانوا حينها من مشارب متباينة، وجمْعهم حول قِيَم ومُثل مشتركة. "تشكيل الذهنية الأمريكية" صيغًة صادفناها باستمرار في تصريحات مسؤولي الصناعة السينماتوغرافية. آخر رئيس لها حتى تاريخه، كريس دود، الذي انتُخب في آذار/ مارس 2011، لم يغفل عن التذكير بأهميتها، حال استلامه زمام عمله. لذلك فإن العلاقة بين السينما الهوليوودية والأيديولوجيا الأمريكية واضحة كل الوضوح، ما إن نُعمل التفكير فيها قليلًا؛ حتى إنها شكّلت ولا تزال مفصلًا استراتيجيًا مميّزًا لدراسة هذه السينما وتلك الأيديولوجيا، وذلك لشدة تداخلهما.
وفي عملنا هذا سنحاول استبيان لعبة التفاعلات المتبادلة والمركّبة القائمة بين الحلم في وظيفته الجمعية - الحلم الأمريكي-، والحدود الدقيقة التي رسمتها له هوليوود حين جسّدته صوِرًا ومشاهد تمثيلية، وبين الاستبطان التدريجي لهذا الحلم.