أنا جميلة.. اسم على مُسمَّى.. أنا ثمرة مُشْمُش من أنطاكية.. ولكن جذوري دمشقية.. إذ استُحضرت شتلاتي من غوطة دمشق إلى البستان الذي ترعرعت فيه في أنطاكية منذ نحو نصف قرن من الزمان.. تسألون لماذا؟ لأنه ليس هناك أجمل ولا أشهى ولا أطيب من مُشْمُش دمشق.. هل سمعتم بكتاب "النِّفْح العاطر النَّشْق في مدح مشمش دمشق؟" الذي كتبه محمد خليل المرادي في القرن الثامن عشر؟.. هل تعلمون أن الأتراك يستخدمون تعبير "الشيء الوحيد الأفضل من هذا هو المشمش في دمشق" عندما يتحدثون عن شيء بديع مؤكدين أنه لا يوجد أفضل منه؟..
نشأ أجدادي في بستان بديع بقلب غوطة دمشق عند التقاء الغوطة الشرقية بالغوطة الغربية.. وارتووا بماء نهر بَرَدَي الرقراق الذي ينبع من بحيرة نبع بردى بسهل الزَّبَداني.. وتناقلت الأجيال ذكرياتهم وحكمتهم شجرةً بعد شجرة.. فأضافت إلى رصيدنا من العلم والمعرفة.. تكونت القطرات التي روتهم من الثلوج الذائبة من أعلى قِمَم الزبداني وهبطت إلى السهل لتملأ البحيرة.. حاملةً معها حكايات الزبداني بمُدُنه وقُرَاه العامرة..
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789776171435
-
السلسلة
-
سنة النشر
2017
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
197
-
-
-