كانت مدارس الاستشراق في القرن التاسع عشر وما قبله تنظر إلى العالم، كل العالم من أمريكا الجنوبية حتى اليابان والصين والهند، وفي القلب من هذا كان العالم الإسلامي بمنطق الغنيمة التي يجب تبرير الاستيلاء عليها واستعباد أهلها. كان التمركز حول الذات الأوربية هو المنطق الحاكم لرؤية العالم المهيمنة هذه، إذ لم ينظر الغرب إلى الآخر بوصفه إنسانًا مثله، وإنما فرصة وغنيمة واجب الاستيلاء عليها ومن هنا جيّش الغرب جيوشه ووجّه سهام علمائه للحط من الآخر تمهيدًا لهذا. بيد أنه وبانحسار الموجة الاستعمارية، بدأت منهجية الاستشراق هذه في التغير وبدأ اتجاه جديد يُبنى على الأسس المشتركة بين الأديان، وعلى مبدأ الحكمة من وجودها الهادف إلى الخير والسلام للجميع. مثَّل هذا الاتجاه نقلةً حقيقيةً بدأها الألمان وتبعتهم بعدها مدارس استشراقية أخرى، وإن اختلفت سرعة الوصول لهذه النقلة المحورية. يمثل الكتاب الذي بين أيدينا هذه المنهجية الجديدة وهو لا يحمل أفكارا دعائية وإنما يحمل فكرًا حقيقيًا جدير بنا أن نقرأه ونستوعبه رغم خلافنا مع بعض المطروح فيه. هل كان الباعث على هذا التحول نقلة حقيقية في الأفكار، أم أنه فقط تغيير في الأسلوب؟ نترك هذا للبحث الأكاديمي وللترجمات التي سنستكملها في هذه السلسلة لتجيب عن هذا السؤال. صدرت الترجمة العربية الأولى له للأستاذ الدكتور هويدي منذ بضعة سنوات ولأهميته نعيد نشره للمرة الثانية، بعد ان أدخل الدكتور هويدي تنقيحات وإضافات على الترجمة الأولى.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9789778836103
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
288
-
-
-