يستأنف هذا الكتاب حكاية العلاقة بين العلمانية والدين كما بدت منذ سبعينات القرن العشرين حتى أواخر القرن، وهي الحقبة التي شهدت صعوداً مفاجئاً للدين لم يتوقعه أي من مفكري العلمانية الكبار. أما مظاهر هذا الصعود فتتمثل في تزايد عدد المستغيثين بالدين لا تناقصهم، وفي ضغط متزايد يمارسه الدين بأشكال مختلفة سعياً إلى العودة إلى المشهد السياسي، وفي قدرة الخطاب الديني الفائقة على مخاطبة هواجس الهوية والشقاء والمعنى لدى الإنسان المعاصر. وتحرص هذه الطبعة الثانية من الكتاب بعد تنقيحها وتهذيبها على نحو شامل إلى تقديم الكتاب على أفضل وجه للقارئ العربي.
يشارك في هذا الكتاب أربعة فلاسفة، كل منهم أستاذ كبير مرموق ومثقف معروف على مجال واسع. وهم جميعا فلاسفة بالرغم من أنهم مضوا بعيداً خارج حدود التخصص الفلسفي الأكاديمي. ولكل واحد منهم أسلوبه الفكري المميز، ومشروعه الفلسفي الخاص، وميدانه التناهجي المركب الرحيب، فضلاً عن التزامه القوي بالمشاركة في الشأن العام. وهم يمثلون بمجموعتهم هذه بعضاً من أكثر الأصوات الفلسفية نفوذاً وأصالة ممن يكتبون اليوم، تغطي مشاغلهم طيف النظرية النقدية بأحدث أشكالها من البراغماتية وما بعد البنيوية إلى النظرية النسوية ونظرية العِرق النقدية، والهيرمنطيقا، والظاهراتية، وفلسفة اللغة وما هو أبعد من ذلك. وهم يوفرون لنا عبر مقالاتهم المفردة، وكذلك عبر الحوارات المتبادلة فيما بينهم، منطلقاً جديداً يتعلق بالشأن الذي ظل بالنسبة لكل واحد منهم همّا ً دائماً، ونعني به موقع الدين في المجال العام.
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9781774721650
-
السلسلة
-
سنة النشر
2023
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
163
-
-
-