الشكوكية من أبرز التيارات الفلسفية تيار ترافق ظهوره مع ظهور الفلسفة باعتباره تيارًا معارضًا لكل يقين، ولكل حقيقة ثابتة ناجزة، وهي المهمة الأولى للتفكير الفلسفي. بل يمكن القول إن الشكوكية كانت مدرسة تنويرية معارضة لأي هيمنة فكرية، وهذا ظهر بوضوح مع عصر النهضة الذي استند بقوة على الشكوكية أو ما يسمى «البيرونية الجديدة، فكان لإعادة اكتشاف نصوص أمبريكوس أثر كبير في التحولات الفكرية والفلسفية التي امتدت إلى العصر الحديث. في سياق سردي تاريخي، يتناول هذا الكتاب الشكوكية في ثلاث حقبات مختلفة، ليس فقط من أجل تعقب تطور تلك المدرسة التي كان لها تأثير قوي ابتداء من الحقبة الإغريقية مرورًا بالعصر الوسيط وعصر التنوير حتى يومنا هذا؛ بل، وقبل أي شيء آخر، من أجل تقديم المعنى الحقيقي للشكوكية وأهميتها في إنهاء حركة الجمود والظلامية.
على الرغم من الاتهامات التي وجهت للشكوكيين، والحكم عليهم كلهم بأنهم أهل الجدل بالباطل وحصر مفردة سفسطة» بمن ينكر الحقائق المطلقة»، فإن الشكوكية ليست جعجعة شخص يجب إخراسه، وليست مجرد سلسلة من الشكوك المتعلقة بالمعتقدات الدينية، بل هي فلسفة تشمل كل مجالات الحياة. فالشك ضرورة لحركة الفكر وشرط للتطور، وما كان الترقي ليحدث لولا أولئك الفلاسفة الذين واجهوا الدوغمائية وهيمنة الحقيقة الواحدة ... لذا، لا بد أن يكون الشك حاضرًا على الدوام للتصحيح والكشف عن مواطن الزيف... إنه السبيل لهدم كل ما هو ثابت ويقيني ونهائي ومطلق
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9786144722633
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
304
-
-
-