لقد حجب التعصب والسياسة وجه الحق عدة قرون، فانكر الغرب ما للعرب من مقام في التاريخ العام، وأنكر ما كان لهم من أثر عظيم في تمدين العالم.
وبين حين وآخر يخترق نور الحق ذلك الحجاب الكثيف، فيجري على لسان أناس من جهابذة الغرب كصاحب كتاب (حضارة العرب)(غوستاف لوبون)، وصاحب هذا الكتاب يعرب في مقدمته عن غايته من تأليفه بقوله:«يظهر أنه قصد نسيان العرب، وإنكار ما كان لهم من تأثير في الحضارة الحديثة دام دوام القرون الوسطى.
فانظر إلى (بوسويه) تجده في أحاديثه عن التاريخ العامّ قد بحث في عظمة الدول القديمة وانحطاطها، ثم وقف تجاه دولة العرب، التي بدا أمرها قبل شارلمان بمئتي سنة، مؤجلًا – إلى حين – اكتشاف أسباب ما أصابه محمّدٌ وخلفاؤه من النجاح العجيب. وما سكت عنه بوسويه ساعد على إسدال ستار صفيق من الظلام والغموض زاده التعصب والجهل كثافةً مع الزمن... واليوم ترى اسم العرب يمحى تحت اسم الشرقيّين والمحمّديّين والمسلمين والهاجَريّين والمغاربة والترك، وحتى تحت اسم الهنود؛ وإذا ما ذكر فإنما يذكر للإهانة والازدراء... ونحن مدينون للعرب في الحقل العلمي، ونعترف – مع ذلك - بأن مترجمينا كانوا يقومون بتشويه ما يقتبسونه من التعابير تشويهًا غريبًا للغاية، إذ ينمّ ما يستخدمونه من الاصطلاحات على الجهل والارتباك.
لقد حان الوقت الذي توجه فيه الأنظار إلى تاريخ تلك الأمة التي كانت مجهولة في زاوية من آسيا فارتقت إلى أعلى مقام، فطبّق ذكرها الآفاق على مدى سبعة قرون».
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
مجلد
-
ISBN
9786589100058
-
السلسلة
-
سنة النشر
2024
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
472
-
-
-