إنها رواية عجائبية، يلتقي فيها المَلحَمِيّ بالغنائي، وتتقاطع بين سطورها النبرة الساخرة مع الكتابة الأوتوماتيكية السريالية.
انتهت الحكاية، ومات النَّصرُ. لم يعد هناك من أحد. ضرب أذى السِّحْر قبيلة التابّونْياما، فمات أطفالها واحداً تلو الآخر. لم يعد هناك من أحد. تلك الأماكن، تلك الحقول، تلك الغابات من دون أدغال، تلك الدروب والطُّرُق الوعرة، تلك الأراضي كثيرة الحَصَى، تلك الأدغال الغامضة، ذلك كلُّه صار وحشة مقفرة ... صار صمتاً واسعاً ينام على ضفاف نهر أوراريكوييرا. ولم يعد من إنسان معروف فوق وجه البسيطة يستطيع أن يتكلَّم لغة القبيلة أو يروي تلك الحكايات الطنَّانة. كلَّا. فمَنْ يعرف شيئاً عن البطل؟ الآن، بعد أن صاروا ظلَّاً مجذوماً، أصبح الأخوان هما الرأس الثانية لبّاي دو أوروبو، وصار ماكوناييما كوكبة الدّبّ الأكبر. لا أحد يستطيع أبداً أن يعرف تلك الحكايات الجميلة كلَّها ولغة القبيلة التي انقرضت. كان صمتٌ واسع ينام على ضفاف نهر أوراريكوييرا.