ثلاثة نمور حزينة: لعبة لغوية ممتعة
كان في ظهور التجريدية والسريالية ما فتح بابا لجدل من نوع جديد: هل الغرض من المعروض هو أن نمتّع ناظرينا به ونفهمه أم أن نعرّي خيالنا ونتعرّى لنغوص في أعماقه وننطلق باحثين عن الفهم ومن ثمّ عم المتعة؟ وهل سنجد في غوصنا ذاك ضالتنا؟ أم سنعود إلى الشاطئ بجسم مبلول ويد خاوية؟
وأخذَ الموضوع مداه، وانبرى المدافعون عن الاتجاه الجديد يحاولون تسويقه وإقناع الجمهور بجدة المنتج ووفرة مردوده وعوائده، فأقنعوا من أقنعوا ولم يهضم كثيرون مقولتهم في أنّ هذا التجريد وهذا الخروج من الواقع إلى ما فوقه أو تحته أو خلفه يعطي الناظر فسحة من التأمل والتدبر ليخرج بصورته هو وتصوّره هو ورؤيته هو. فكأنّنا بالمبدع لاعبٌ يُنفذ ضربة البداية لينطلق الجمهور بعدها، كلّ مع كرته، نحو مرمي يتصوّر وجوده ويتصوّر تسديدته فيه. وكأنّنا به يرمي بالكرة في ملعب الجمهور وهو يردد قول المتنبي:
أنامُ مٍلءَ جفوني عن شواردٍها ويسهرُ الخلقُ جَرّاها ويختصموا
-
تصنيفات
-
الوسوم
-
دار النشر
-
الشكل
غلاف
-
ISBN
9782843091766
-
السلسلة
-
سنة النشر
2020
-
أحدث طبعة
0
-
عدد الصفحات
606
-
-
-